الهاشمي: بجهل وعن سوء نيّة أنتجت قناة الجزيرة وثائقي اللشمانيا
قال الدكتور الهاشمي الوزير مدير عام معهد باستور في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 19 ديسمبر 2016 إنّ الوثائقي الذي نشرته قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان 'هل يصنع القتلة الدواء' حول مرض اللشمانيا الجلدية، فيه الكثير من الكذب والمغالطات.
واعتبر أنّ الاتهامات الخطيرة الموجهة إلى مسؤولي معهد باستور ووزارة الصحة بخصوص البحوث السريرية المتعلقة ببرنامج تطوير دواء في شكل مرهم ضد الليشمانيا بالتعاون مع معهد 'والتريت' الأمريكي لا أساس لها من الصحة .
وأقرّ الوزير تعاملهم مع المعهد الأمريكي الذي يعدّ من أهمّ المعاهد في العالم وتشرف عليه وزارة الدفاع الأمريكيّة وسبق وأن حاز على جائزة نوبل إلى جانب إشرافه على على تطوير أدوية لأمراض خطيرة على غرار الملاريا والسيدا، متابعا "هذا شرف لنا في التعامل مع معهد من هذا المستوى طبيّا".
وأشار إلى أنّ التعامل كان مع باحثين بطريقة رسمية وليس مع البنتاغون، مضيفا أنّ الغاية كانت تطوير دواء لهذا المرض الجلدي المنتشر في الجنوب التونسي واستعمال مرهم عوض الحقن التي كانت تستخدم في مثل هذه الحالات.
وقال ضيف ميدي شو إنّ رئيس مخبر الوبائيات الطبية بمعهد باستور الدكتور عفيف بن صالح كان قد التقى بباحث أمريكي وتم الاتفاق على العمل المشترك لتطوير العلاج.
التعامل مع مخبر اسرئيلي
وفي سؤاله عن حقيقة التعامل في هذا الموضوع مع مخبر أدوية إسرائيلي، أكّد مدير عام معهد باستور أنّ المرهم المطور لم يسجل بعد تحت اسم أي مختبر وبالتالي ما أورده الفيلم الوثائقي على قناة الجزيرة بهذا الخصوص خاطئ أيضا، على حدّ تعبيره.
وأوضح الهاشمي الوزير أنّ راعي المشروع (أي المعهد الأمريكي) مطالب بتصنيع عدد محدود من هذا الدواء تحت مسؤوليته وهو من يدفع التكاليف للمختبر الذي يفوز بالمناقصة، مشيرا إلى أنّ مختبر "ايفا واشنطن" أحد فروع الشركة الإسرائيلية هو من فاز بطلب العروض.
كما أعلن أنّه تمت مراقبة الدواء في مختبر مستقل بفرنسا، عكس ما جاء في الوثائقي، على مرضى فرنسيين التقطوا هذا المرض، حسب قوله.
أطفال سيدي بوزيد تحت الإختبار
وفي سياق متّصل، أكّد الدكتور الهاشمي الوزير مدير عام معهد باستور أنّ الاختبار أجري على 400 طفل من سيدي بوزيد مصابين بهذا المرض الجلدي، ووزارة الصحة والمعهد قدما العدد والأعمار في كل النشريات العلمية التي تناولت هذه المسألة.
ولفت إلى أنّ الإحصائيات أثبتت أنّ حوالي 70% من المصابين هم من الأطفال الأقلّ من 18 سنة ما جعل البحوث السريرية تطبّق على هذه الشريحة العمرية حتى يكون الدواء ناجعا ويمكن استخدامه دون أعراض جانبية.
وأكّد ضيف ميدي شو أنّ القانون التونسي يسمح بإخضاع المتطوعين من الأطفال لغايات علاجية خاصة بمرضهم شريطة الحصول على موافقة الولي "وهو ما حدث لبحث اللشمانيا ... والحالات التي تمّ تمريرها في الفيلم الوثائقي لم تخضع مطلقا لهذا البحث وما صرّحوا به خاطئ".
كما اعتبر أنّ تقديم 50 دينار لمن خضع للبحث لا يتعارض والقانون لأنّ مشاركتهم كانت عن طواعية وتعهدوا بذلك كتابيا وبالمجان، والمبلغ المقدّم كان فقط لقاء تنقلهم، مستدركا " من الإهانة نعتهم بفئران تجارب" على حدّ تعبيره.
محاولات لتشويه معهد باستور
وأكّد مدير عام معهد باستور أنّ ما تضمنه الفيلم الوثائقي "محاولة لتشويه المعهد التونسي الذي يحقق نجاحات كبيرة من مخرجة تجهل القوانين الطبية والإجراءات".
وأقرّ بوجود سوء نية من المخرجة والقناة بإصدار الفيلم يوم 17 ديسمبر يوم عيد الثورة ونعت أهالي سيدي بوزيد بفئران تجارب لغايات واضحة ولمنع الاستقرار في تونس، على حدّ قوله.